كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {أن اقتلوا} فيه وجهان: أحدهما هي أن المصدرية والأمر صلتها، وموضعهما نصب بكتبنا.
والثانى أن أن بمعنى أي المفسرة للقول، وكتبنا قريب من معنى أمرنا أو قلنا {أو اخرجوا} يقرأ بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين، وبالضم إتباعا لضمة الراء، ولأن الواو من جنس الضمة {ما فعلوه} الهاء ضمير أحد مصدري الفعلين وهو القتل أو الخروج، ويجوز أن يكون ضمير المكتوب ودل عليه كتبنا {إلا قليل} يقرأ بالرفع بدلا من الضمير المرفوع وعليه المعنى، لأن المعنى فعله قليل منهم، وبالنصب على أصل باب الاستثناء والأولى أقوى، و{منهم} صفة قليل، و{تثبيتا} تمييز {وإذن} جواب ملغاة، و{من لدنا} يتعلق بآتيناهم، ويجوز أن يكون يكون حالا من {أجرا}، و{صراطا} مفعول ثان.
قوله تعالى: {من النبيين} حال من الذين أو من المجرور في عليهم {وحسن} الجمهور على ضم السين، وقرئ بإسكانها مع فتح الحاء على التخفيف كما قالوا في عضد عضد، و{أولئك} فاعله، و{رفيقا} تمييز، وقيل هو حال وهو واحد في موضع الجمع: أي رفقاء.
قوله تعالى: {ذلك} مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما {الفضل} و{من الله} حال والعامل فيها معنى ذلك، والثانى أن الفضل صفة ومن الله الخبر.
قوله تعالى: {ثبات} جمع ثبة وهى للجماعة، وأصلها ثبوت تصغيرها ثبية.
فأما ثبة الحوض وهى وسطه فأصلها ثوبة من ثاب يثوب إذا رجع وتصغيرها ثويبة، وثبات حال وكذلك {جميعا}.
قوله تعالى: {لمن} اسم إن، وهى بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، و{ليبطئن} صلة أو صفة، ومنكم خبر إن، و{إذ لم} ظرف لأنعم.
قوله تعالى: {ليقولن} بفتح اللام على لفظ من، وقرئ بضمها حملا على معنى من وهو الجمع {كأن لم} هي مخففة من الثقيلة واسمها محذوف: أي كأنه لم يكن بالياء لأن المودة والود بمعنى، ولأنه قد فصل بينهما، ويقرأ بالتاء على لفظ المودة، وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكى بها، وهو قوله: {يا ليتني} والتقدير: يقول يا ليتني، وقيل ليس بمعترض بل هو محكى أيضا بيقول، أي يقول: كأن لم تكن ويا ليتني، وقيل كأن لم وما يتصل بها حال من ضمير الفاعل في ليقولن، يا ليتني المنادى محذوف تقديره: يا قوم ليتنى، وأبو علي يقول في نحو هذا، ليس في الكلام منادى محذوف بل يدخل يا على المحذوف والحروف للتنبيه {فأفوز} بالنصب على جواب التمنى، وبالرفع على تقدير: فأنا أفوز.
قوله تعالى: {أو يغلب فسوف} أدغمت الباء في الفاء لأنهما من الشفتين، وقد أظهرها بعضهم.
قوله تعالى: {ومالكم} ما استفهام مبتدأ، ولكم خبره، و{لا تقاتلون} في موضع الحال، والعامل فيها الاستقرار كما تقول: مالك قائما، و{المستضعفين} عطف على اسم الله: أي وفى سبيل المستضعفين.
وقال المبرد: هو معطوف على السبيل وليس بشئ {الذين يقولون} في موضع جر صفة لمن عقل من المذكورين، ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى {الظالم أهلها} الألف واللام بمعنى التى، ولم يؤنث اسم الفاعل وإن كان نعتا للقرية في اللفظ، لأنه قد عمل في الاسم الظاهر المذكر وهو أهل، وكل اسم فاعل إذا جرى على غير من هو له فتذكيره وتأنيثه على حسب الاسم الظاهر الذي عمل فيه.
قوله تعالى: {إذا فريق منهم} إذا هنا للمفاجأة، والتى للمفاجأة ظرف مكان، وظرف المكان في مثل هذا يجوز أن يكون خبرا للاسم الذي بعده وهو فريق هاهنا، ومنهم صفة فريق، و{يخشون} حال، والعامل في الظرف على هذا الاستقرار، ويجوز أن تكون إذا غير خبر، فيكون فريق مبتدأ، ومنهم صفته، ويخشون الخبر وهو العامل في إذا، وقيل إذا هنا الزمانية، وليس بشئ لأن إذا الزمانية يعمل فيها إما ما قبلها أو ما بعدها، وإذا عمل فيها ما قبلها كانت من صلته، وهذا فاسد هاهنا لأنه يصير التقدير: فلما كتب عليهم القتال في وقت الخشية فريق منهم، وهذا يفتقر إلى جواب لما ولا جواب لها، وإذا عمل فيها ما بعدها كان العامل فيها جوابا لها، وإذا هنا ليس لها جواب بل هي جواب لما {كخشية الله} أي خشية كخشية الله، والمصدر مضاف إلى المفعول {أو أشد} معطوف على الخشية وهو مجرور، ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على موضع الكاف، والقول في قوله أشد خشية كالقول في قوله: {أو أشدا ذكرا} وقد ذكر.
قوله تعالى: {أينما} هي شرط هاهنا، وما زائدة ويكثر دخولها على أين الشرطية لتقوى معناها في الشرط، ويجوز حذفها، و{يدرككم} الجواب، وقد قرئ {يدرككم} بالرفع وهو شاذ، ووجهه أنه حذف الفاء {ولو كنتم} بمعنى وإن كنتم وقد ذكر مرارا {قل كل} مبتدأ، والمضاف إليه محذوف: أي كل ذلك، و{من عند الله} الخبر {لا يكادون} حال، ومن القراء من يقف على اللام من قوله ما لهؤلاء، وليس موضع وقف، واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء وهى خبر المبتدإ.
قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة} {ما} شرطية و{أصابك} بمعنى يصيبك، والجواب {فمن الله} ولا يحسن أن تكون بمعنى الذى، لأن ذلك يقتضى أن يكون المصيب لهم ماضيا مخصصا، والمعنى على العموم والشرط أشبه، والتقدير: فهو من الله، والمراد بالآية الخصب والجدب، ولذلك لم يقل أصبت {رسولا} حال مؤكدة: أي ذا رسالة، ويجوز أن يكون مصدرا: أي إرسالا.
وللناس يتعلق بأرسلنا، ويجوز أن يكون حالا من رسول.
قوله تعالى: {حفيظا} حال من الكاف.
وعليهم يتعلق بحفيظ، ويجوز أن يكون حالا منه فيتعلق بمحذوف.
قوله تعالى: {طاعة} خبر مبتدإ محذوف: أي أمرنا طاعة، ويجوز أن يكون مبتدأ: أي عندنا أو منا طاعة {بيت} الأصل أن تفتح التاء لأنه فعل ماض، ولم تلحقه تاء التأنيث لأن الطائفة بمعنى النفر، وقد قرئ بإدغام التاء في الطاء على أنه سكن التاء لتمكن إدغامها إذ كانت من مخرج الطاء، والطاء أقوى منها لاستعلائها وإطباقها وجهرها، و{تقول} يجوز أن يكون خطابا للنبى صلى الله عليه وسلم، وأن يكون للطائفة {ما يبيتون} يجوز أن تكون {ما} بمعنى الذي وموصوفة ومصدرية.
قوله تعالى: {أذاعوا به} الألف في أذاعوا بدل من ياء، يقال: ذاع الأمر يذيع، والباء زائدة: أي أذاعوه، وقيل حمل على معنى تحدثوا به {يستنبطونه منهم} حال من الذين أو من الضمير في يستنبطونه {إلا قليلا} مستثنى من فاعل اتبعتم، والمعنى: لولا أن من الله عليكم لضللتم باتباع الشيطان إلا قليلا منكم، وهو من مات في الفترة أو من كان غير مكلف، وقيل هو مستثنى من قوله أذاعوا به: أي أظهروا ذلك الأمر أو الخوف إلا قليلا منهم، وقيل هو مستثنى من قوله: {لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} أي لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه التناقض إلا القليل منهم، وهو من لايمعن النظر.
قوله تعالى: {فقاتل} الفاء عاطفة لهذا الفعل على قوله: {فليقاتل في سبيل الله} وقيل على: {ومالكم لا تقاتلون} وقيل على قوله: {فقاتلوا أولياء الشيطان}.
{لا تكلف} في موضع نصب على الحال {إلا نفسك} المفعول الثاني {بأسا}.
و{تنكيلا} تمييز.
قوله تعالى: {مقيتا} الياء بدل من الواو وهو مفعل من القوت.
قوله تعالى: {بتحية} أصلها تحيية وهى تفعلة من حييت، فنقلت حركة الياء إلى الحاء ثم أدغمت؟؟، و{حيوا} أصلها حييوا ثم حذفت الياء على ما ذكر في مواضع {بأحسن} أي بتحية أحسن {أو ردوها} أي ردوا مثلها فحذف المضاف.
قوله تعالى: {الله لاإله إلا هو} قد ذكر في آية الكرسي {ليجمعنكم} جواب قسم محذوف، فيجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له، ويجوز أن يكون خبرا آخر للمبتدإ {إلى يوم القيامة} قيل التقدير: في يوم القيامة، وقيل هي على بابها: أي ليجمعنكم في القبور أو من القبور، فعلى هذا يجوز أن يكون مفعولا به، ويجوز أن يكون حالا: أي يجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة {لاريب فيه} يجوز أن يكون حالا من يوم القيامة، والهاء تعود على اليوم، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف: أي جمعا لاريب فيه والهاء تعود على الجمع، و{حديثا} تمييز.
قوله تعالى: {فما لكم} مبتدأ وخبر، و{فئتين} حال والعامل فيها الظرف الذي هو لكم، أو العامل في الظرف.
وفى المنافقين يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون متعلقا بمعنى فئتين.
والمعنى: ومالكم تفترقون في أمور المنافقين فحذف المضاف.
والثانى أن يكون حالا من فئتين: أي فئتين مفترقتين في المنافقين، فلما قدمه نصبه على الحال.
قوله تعالى: {كما كفروا} الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية {فتكونون} عطف على تكفرون، و{سواء} بمعنى مستوين، وهو مصدر في موضع اسم الفاعل.
قوله تعالى: {إلا الذين يصلون} في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم {بينكم وبينهم ميثاق} يجوز أن ترفع ميثاق بالظرف لأنه قد وقع صفة، وأن ترفعه بالابتداء والجملة في موضع جر {حصرت} فيه وجهان: أحدهما لا موضع لهذه الجملة، وهى دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال.
والثانى لها موضع وفيه وجهان: أحدهما هو جر صفة لقوم وما بينهما صفة أيضا، وجاءوكم معترض، وقد قرأ بعض الصحابة {بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم} بحذف أو جاؤكم، والثانى موضعها نصب وفيه وجهان: أحدهما موضع حال، وقد مرادة تقديره: أو جاءوكم قد حصرت، والثانى هو صفة لموصوف محذوف: أي جاءوكم قوما حصرت، والمحذوف حال موطئة، ويقرأ حصرت بالنصب على الحال، وبالجر صفة لقوم، وإن كان قد قرئ حصرت بالرفع فعلى أنه خبر، وصدروهم مبتدأ، والجملة حال {أن يقاتلوكم} أي عن أن يقاتلوكم فهو في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف {لكم عليهم سبيلا} لكم يتعلق بجعل، وعليهم حال من السبيل لان التقدير: سبيلا كائنا عليهم.
قوله تعالى: {أركسوا} الجمهور على إثبات الهمزة وهو متعد إلى مفعول واحد، وقرئ {ركسوا} والتشديد للنقل والتكثير معا، وفيها لغة أخرى وهى ركسه الله بغير همزة ولا تشديد، ولم أعلم أحدا قرأ به.
قوله تعالى: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا} أن يقتل في موضع رفع اسم كان، ولمؤمن خبره {إلا خطأ} استثناء ليس من الأول لأن الخطأ لايدخل تحت التكليف.
والمعنى لكن إن قتل خطأ فحكمه كذا {فتحرير رقبة} فتحرير مبتدأ، والخبر محذوف: أي فعليه تحرير رقبة، ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف: أي فالواجب عليه تحرير، والجملة خبر من.
وقرئ خطا بغير همز وفيه وجهان: أحدهما أنه خفف الهمزة فقلبها ألفا فصار كالمقصور، والثانى أنه حذفها حذفا فبقى مثل دم، ومن قتل مؤمنا خطأ صفة مصدر محذوف أي قتل خطأ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال: أي مخطئا.
وأصل دية ودية مثل عدة وزنة، وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في معنى الموهوب، ولذلك قال: {مسلمة إلى أهله} والفعل لا يسلم {إلا أن يصدقوا} قيل هو استثناء منقطع، وقيل هو متصل، والمعنى: فعليه دية في كل حال إلا في حال التصدق عليه بها {فإن كان} أي المقتول، و{من قوم} خبر كان، و{لكم} صفة عدو، وقيل يتعلق به لأن عدوا في معنى معاد، وفعول يعمل عمل فاعل {فتحرير رقبة} أي فعلى القاتل {فصيام} أي فعليه صيام، ويجوز في غير القرآن النصب على تقدير فليصم شهرين {توبة} مفعول من أجله، والتقدير: شرع ذلك لكم توبة منه، ولايجوز أن يكون العامل فيه صوم إلا على تقدير حذف مضاف تقديره: لوقوع توبة أو لحصول توبة من الله، وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره: تاب عليكم توبة منه، ولايجوز أن يكون في موضع الحال لأنك لو قلت فعليه صيام شهرين تائبا من الله لم يجز، فإن قدرت حذف مضاف جاز: أي صاحب توبة من الله، و{من الله} صفة توبة، ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع: أي ذلك توبة.